مهما كان ماتشعر به من ارباك ومهما كان المرض الذي تعاني منه فان وراءه مشكلة ما معلقة، فكرة لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح او صدمة ما ساهمت في توجيه فكرك او برمجته بطريقة خاطئة، او انك عاجز بطريقة أو باخرى للاستجابة لمطالب الحياة ومواجهة تحدياتها .
هل سبق لك وان سألت نفسك : من أنا ؟، من أنا حقا ؟
انظر في المرأة .. هل ياترى انت الشكل الذي يظهر على المرأة هل هذا الجسد هو حقا انت ؟
حين تنظر في المرأة فانك تقول .. هذا جسدي .. من الذي يقول ؟
الوعي .. اذا هناك وعي، وهناك جسد .. ان هذا الوعي قادر على التذكر والتفكير والسؤال والنقاش وليس الجسد ( الفيزيائي ) هو من يقوم بتلك العمليات .
هذا الوعي الذي نسميه ( الذات الاصلية ) هو وعي لا يولد ولا يموت ولا يمرض، هو ثابت نقي كامل ومستقر وكامل المعرفة .
ان الامراض التي تحدث في الجسد الفيزيائي ليست سوى سوء فهم وادراك لهذا الوعي المطلق بداخلنا والذي اطلقت عليه اسم : ( الذات الاصلية ) .
ولاختبار تاثير سوء فهمنا لذاتنا الاصلية وكمالها على الجسد يمكننا اجراء اختبار مباشر وهو التالي :
قم بمد احدى ذراعيك، اليمنى أو اليسرى ليس هناك فرق، الى احد الجانبين بصورة افقية، اطلب من الشخص المرافق ان يضغط على ذراعك لينزلها وليختبر قوتها .
الان تخيل مشكلة ما او مرض ما او اشعر بالالم او اجلب مشاعر ما غير مرغوبة، ودع الشخص المرافق يقوم بانزال يدك واختبار قوتها وانت تفكر بالفكرة التي تحتوي على طاقة المرض او المشاعر الغير مرغوبة .
قم باستبدال مشاعرك بمشاعر تحبها فكر بالشفاء والحالة المثالية للجسد والفكر والروح اشعر بالسعادة ودع الشخص المرافق يحاول انزال يدك ستلاحظان ان اليد تتمتع بقوة عند التفكير بما ترغب وضعف عند التفكير بالضعف او السوء .
ان الانسان كائن روحي وهو في الحقيقة براء من الامراض اما حقيقة المرض والولادة والموت هي حقائق نسبية مرتبطة بوجودنا الحالي في هذا الجسد، فمن واجبنا فهم ذاتنا بالشكل الصحيح حتى يتثنى للانعكاس المادي لنا الا وهو الجسد ان يكون سليما معافا وحيويا نابضا بالحياة .
لا شك في ان للغذاء دور أساسي وهام للغاية في بناء الجسد وسلوكه الى ان المسبب الأساسي للأمراض حسب وجهة نظر العلوم الباطنية والحكمة هي فهمنا الخاطئ ل (ذواتنا الاصلية)، لذا يجب علينا فهم ذاتنا بالشكل الصحيح أولا ومن ثم خلق التناغم بين تفكيرنا ومشاعرنا ورسالتنا في الحياة .
فان اضطراب المشاعر والأفكار ووظفتنا التي نقوم بها ي الحياة بمعنى اخر ان لم نحب ما نفعله وما نقدمه فان الامراض والمشاكل ستكون محور حياتنا، سيشعر الانسان انه يحيا حياة لا تشبهه ولا تغذي روحه بالتالي سيشعر بانه يقوم بعمل متعب كلما ذهب الى عمله، والعكس صحيح ان القيام باختيار ما ينعش قلوبنا سيزيد من متعتنا في الحياة واقبالنا عليها وبالتالي ستنشأ لدينا مشاعر التناغم بين ما نحب وما نفعل وهذا سينعكس على صحتنا الجسدية بالتأكيد.
للغذاء مستويات يا أصدقائي يمكن الحديث عنها:
فهناك مستوى جسدي، حيث يجب ان نعرف متى يجب ان نأكل ومتى يجب ان نتوقف عن الطعام وماذا يجب ان نأكل.
وهناك مستوى نفسي وهو فهمنا ومحاولتنا دائما للتفكير والقول والعمل بشكل إيجابي ، لان خيارتنا تلك الخيارات المليئة بالحياة ستملئ فكرنا ومشاعرنا بالحياة وتشعرنا بمستوى مختلف من الصحة .
سأحاول في سلسلة المقالات التالية الحديث عن بعض النصائح كما سأنظر لبعض الامراض من منظور الحكمة الباطنية وكيف ترى ان تفكير الانسان ومشاعره ستتجسد في جسده الفيزيائي عاجلا ام اجلا لان الجسد لا يكذب ولا يعرف الا ان يظهر ما نعطيه إياه من طاقة .