صناعة الأمل ..الدكتور عصام جمعه / مقالات

«الأحلام الوردية سرعان ما تذبل إن لم يروها الأمل بالواقع» (د. حنان فاروق)

الأمل هو النظرة الإيجابية للحياة والوجه المشرق لها، على الرغم من كل الظروف والتغيرات والتحديات التي يمر بها الانسان، وهو الجانب المضيء في طريق تحقيق غاية البشر مهما أخفقوا بالوصول إليها.

فالأمل هو الميل لتوقع حدوث الشيء الطيب والجيد, وهو احساس داخلي جميل يشعر من خلاله الفرد بالتفاؤل به ولكل من يريد أن ينعم بالحياة وبما فيها, لأنه يدفع للسعي والجد.

الحياة عبارة عن كتاب ضخم مليء بكل شيء، وكل صفحة فيه تحتوي على عشرات الأسباب التي تمنح التفاؤل والأمل أو إلى التشاؤم، فهناك الأمل السلبي والأمل الايجابي، فكل شيء سيكون سبباً في أن يكون الأمل ايجابياً ويزيد من سعادة الأشخاص, أما اذا كان الأمل لديهم سلبيا ومليئا بالتشاؤم والكآبة فلا شيء سيمنحهم سعادة وأملا.

لا تقتصر الصناعة بمفهومها العام على كل ما هو مادي فقط, وكلمة تصنيع تعنى بالجماد في العادة، كالبلاستيك والورق والألمنيوم، إلا أن الواقع يُكشف لنا أن الأحاسيس تُصنع والمهارات تُصنع، والأمل بنوعيه السلبي والإيجابي يُصنع، من الناس من يصنع أملاً وأفراحاً أكثر ما يصنعه القدر, ومنهم من يفرض علينا الحزن والتشاؤم دون ارادتنا، وكذلك الأمل فهناك من يصنعه لنا أكثر مما تصنعه وتوجده الأقدار والحظوظ.


الأمل الإيجابي و الأمل السلبي


وبخصوص هذا الموضوع يقول المحاضر الدولي د. عصام جمعه خبير التنمية الذاتية والإدارية أن الأمل ليس عبارة عن أمنيات فقط، بل يعتبر حلماً يراد تحقيقه بطريقة ممنهجة وبأساليب معدة مسبقاً، فالأمل قد يكون إيجابياً وقد يكون سلبياً، فأما الأمل الإيجابي هو ذلك الأمل الذي يكون لفترة محدودة، وينقلك من حال إلى حال أفضل، لينتهي ويبدأ معه أمل وحلم جديد، وأما الأمل السلبي هو النوع الذي يعيش معك طويلاًً دون أن يغير فيك شيئاً، والأسوء أنك تعطيه كل مشاعرك وأفكارك وآمالك، فإن لم يتحقق أو انتهى بالفشل غلبك الهم، الغم، والحزن، وقد يصل إلى درجة الانتحار كما يفعل الكثيرون في أوقاتنا هذه، فهم قد فهموا القاعدة بشكل خاطئ، فلا يجوز الربط بين الأحلام والآمال بهذه الطريقة، لأننا في الأصل لا نعرف الخير والشر فيهما، وقد يكون ابتعاد حلمك الذي سعيت إليه طويلاً وبذلت لأجله الكثير رحمة بك من الله تعالى؛ لأنك لو حصلت عليه لدمر حياتك وسلبك سعادتك بشكل أو بآخر.


لا تنتظر أحلامك واسع إلى تحقيقها بنفسك


ويضيف الدكتور جمعه « بأن الأمل لا يجب انتظاره، بل يجب أن تذهب أنت إليه لتحققه، وعندما يتبادر إلى ذهنك أي أمر تود أن تراه يتحقق على أرض الواقع       -سواءً لك أو لغيرك - فعليك أن تسأل نفسك فوراً ( وما دوري أنا في سبيل تحقيقه ؟)، عندها سيعمل عقلك على البدء في وضع خططه الخاصة في الوصول إليه، وهو نفس ما حصل معي في عالم التدريب، عندما لاحظت المهارات الكثيرة التي يفتقدها شبابنا في العصر الحالي، والتي يمكن أن تفيدهم كثيراً في حياتهم العامة والخاصة، يومها قلت لنفسي أنني أأمل أن يتحسن هذا الوضع مستقبلاً، لكن وبمجرد إنهائي هذه العبارة عدت و سألت نفسي ( و ما دوري أنا في هذا الخصوص؟؟ )، فأنا لدي الكثير من المهارات والمعلومات والتقنيات التي يمكن أن تساعدهم على ذلك، فبدأت فكرة الدورات والمحاضرات العامة والتي توسعت إلى ما يسمى بالمحاضرات الجماهيرية التي نستضيف فيها مئات الأشخاص، وبحمد الله تعالى خلال العشر سنوات الماضية استطعنا تدريب ما يقرب من مئة ألف شخص، بدورات و مواضيع غيرت حياتهم إلى الأفضل، فأقصى سعادتي تكون عندما تصلني رسالة من أحد طلالب أو يأتيني هاتف مباغت من أحدهم ليشكرني فقط على تغير حياته نحو الأفضل، - وهم بحمد الله كثر- ، بل أنني لازلت أذكر ذلك الشخص الذي أخبرني عن تبدل حياته بشكل كامل من القاع وأقصى درجات الإحباط، إلى القمة وذروة النجاح بسبب عبارة عابرة قلتها مرة في إحدى محاضراتي، مما جعلني أوقن فعلاً أن الأمل قد يتجدد لدى الآخرين بكلمة أو ابتسامة أو تحفيز وتشجيع عابر، وهو مصداقاً لقول رسولنا الكريم «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق».


 الخطوة القادمة


يتابع الدكتور جمعه حديثه قائلاً: الفترة القادمة ستكون فترة هامة للغاية بخصوص هذا الموضوع، فأنا أسعى الآن لعمل مشروع ضخم أسميته ( بذور الأمل )، وهو مشروع متكامل يقوم على تدريب ما لا يقل عن ألف امرأة وألف طفل على عدة دورات هامة في مجال الإبداع والقيادة ومهارات العرض و الالقاء، وكيفية الوصول إلى الشخصية الاجتماعية الساحرة والمؤثرة لمن حولها والعديد من المواضيع الصحية والنفسية الأخرى، فبخصوص السيدات سنطلق برنامجين هما ( برنامج إعداد المرأة القيادية )  و ( برنامج إعداد سيدات الأعمال ) وهو من إيمان شخصي أن المرأة كانت ولا زالت تتعرض إلى بعض الاضطهادات في مجتمعاتنا، مما يعني عدم استخراج كامل طاقاتهم وإبداعاتهم الكامنة، والتي ستنعكس حتماً بكل كبير على مجتمعاتهن، ولنا في الدول المتقدمة خير دليل على ذلك، والتي تبلغ نسبة مشاركة السيدات فيها في سوق العمل معدلات مرتفعة.

مؤكداَ جمعه على أنه ليس من المهم فقط خروج المرأة للعمل، بل الأهم هو أن تعرف بماذا تعمل، وهو ما سنقوم بمساعدتهن عليه من خلال اكتشاف قدراتهن ورغباتهن الخاصة من خلال استخدام تقنية عالمية نقوم بإدراجها في دوراتنا التدريبية، أما بخصوص الأطفال فنحن نؤمن أنهم هم المستقبل المشرق الموعود، وأن من وظيفة أي قيادي أن يعد الجيل الثاني والأجيال القادمة من صانعي الامل؛ لإكمال الرؤية المنشودة، فما أجمل ان يتم ذلك مع الأطفال وبسن مبكرة، كي يشبوا على هدف واحد ورؤية مشتركة تدفعهم دفعاً نحو الوصول إلى الأفضل بل و أفضل الأفضل، و بناء عليه قمنا بتصميم برنامج ( إعداد الطفل القائد )، وهو برنامج خاص قمت بتصميمه بطريقة أدخلت فيه العديد من العلوم الحديثة كعلوم الطاقة البشرية، والإبداع، والتحفيز الشخصي، والكثير من المهارات الأخرى التي تلزم أي طفل كي يطرق أبواب الشخصية الاحترافية والمؤثرة قبل أن يصل حتى إلى سن الشباب، هو مشروع ضخم سيتطلب منا مشاركة عدد من الخبراء ومعدات، أسفار، تجهيزات، رواتب، وغيرها، فسيكون مكلفاً بعض الشيء، لكن حتى هذا الأمر لن يعيقنا بعون الله على تحقيقه، فطالما الأمل بالله موجود، فلا يوجد مستحيل، وكل هدف تسعى إليه بجد لابد أن يتحقق طوعاً  أو كرهاً، فأنا اؤمن أن كل شخص فينا أقوى بكثير مما يتخيل، المهم أن يتسلح بإرادة قوية وعزيمة صلبة وتخطيط واضح، وقبل كل شيء إيمان وتوكل لا محدود على الله تعالى، فبهذه الطريقة فقط ستحقق كل حلم صعب، وتصل إلى أبواب الامل.....كل الأمل...


المحظوظون الحاصلون على الديسك التعلّيمي المفيد (معالجون) عقبالك♥

آراء الحاصلين على الديسك التعلّيمي المفيد (ليسوا معالجين)

فرصة تجعلك صحي ومهنة تزيد دخلّك

أمتلك منهج الرعاية الصحية الذاتية وعالج نفسك أو كن معالج و أحصل على المميزات الأضافية تواصل و أستفيد من الديسك التعلّيمي المفيد أنت تكسب

تواصل و أطلبه الآن

أقوال المستفيدين من فيديوهات اليوتيوب

تعرف على العلاج الذاتي من خلال مقالات التعليم وساهم في تطوير نفسك✓

شكرًا جزيلاً على تواجدكم أتشرف بتواصلكم. أنا "محمد رضى عمرو"، أختصاصي تعليم العلاج الذاتي ومؤسس "أكاديمية الطب التكميلي للرعاية الصحية الذاتية". أنا هنا لخدمتكم ومساعدتكم في تعلم هذه التقنيات العلاجية الآمنة ان شاء الله إذا حضرتك من المهتمين بتعلم العلاج الذاتي لمعالجة نفسك أو لمعالجة...
بطاقة المدرب المعتمد المميز - فرصتك الذهبية للتميز! بشرى سارة لكل المدربين المعتمدين في أكاديمية كام العالمية! نحن نعلن لكم بكل فخر عن إصدار بطاقة المدرب المعتمد المميز، والتي تأتي بمزايا استثنائية تلبي طموحاتكم وترفع من شأن مهنتكم. مع هذه البطاقة المميزة، يمكنك الآن منح...
بناء على طلب العديد من المهتمين بتعلم العلاج الذاتي: إطلاقنا منصة جديدة لدورات تعليم العلاج الذاتي أون لاين يسرنا أن نعلن عن إطلاق منصتنا الجديدة لتقديم دورات تعليم العلاج الذاتي عبر الإنترنت! جاء هذا القرار استجابةً لرغبات العديد من الأشخاص حول العالم الذين يطمحون لتعلم فنون...
منظمة الصحة العالمية تقول: الصحة مسؤولية مشتركة: كل فرد مسؤول عن صحته وعن صحة من حوله. ونحن نقول نعم، يمكننا الاعتناء بأنفسنا بطرق سهلة، من خلال ما يسمى العلاج الذاتي. ما هو العلاج الذاتي بنظر منظمة الصحة العالمية؟ العلاج الذاتي هو مجموعة من الممارسات التي نقوم بها بأنفسنا لتحسين...
بسم الله الرحمن الرحيم بشرى سارة لكل من يسعى للشفاء والراحة! يسرنا أن نعلن عن فتح باب الحجز لجلسات علاجية شاملة ومميزة مع الأخصائي المعالج اللبناني-الأمريكي محمد رضى عمرو، مؤسس أكاديمية كام العالمية ومقدم البرنامج التلفزيوني "علاج على الهوا". ما الذي نقدمه؟ جلسة علاجية تمتد لمدة...
إعادة المعالجة العقلية (EMDR): رحلة نحو الشفاء من الصدمات مقدمة: تُعدّ الصدمات من أصعب التجارب التي يمر بها الإنسان، تاركةً وراءها ندوبًا عميقة على النفس والجسد. ولطالما سعى العلم إلى إيجاد طرق فعّالة لعلاج آثارها المُدمّرة. ومن بين هذه الطرق، برزت تقنية إعادة المعالجة العقلية (EMDR...