العلاج بطاقة الألوان / تقرير سابق لصحيفة الدستور الأردنية / مقالات

تمتلك الألوان طاقة قوية، إذ إنها تنشط أو تهدىء، وأيضاً تؤثر على نفسية الإنسان، تثير أو تسكن، تزعج أو تفرح،  توتر الأعصاب أو ترفع المعنويات، تؤجج العاطفة أو تميتها.

الألوان تعتبر زينة العيون وتدخل البهجة في النفوس، لقد أبدع الله سبحانه وتعالى الكون بألوان مختلفة ومتنوعة، فالجبال والأشجار والثمار والأزهار والطيور والأنعام تختلف ألوانها وأشكالها. وأيضاً تؤثر على نفسية الإنسان.

توازن نفسي وعصبي

وفي هذا الشان يحدثنا المحاضر الدولي الدكتور عصام جمعه خبير التنمية الذاتية والإدارية  قائلاً: «أن للألوان دورا هاما جداً في حياتنا، فهي تعمل على خلق حالة من التوازن النفسي العصبي للإنسان من خلال تاثيراتها المتفاوتة على العقل والجسم والأعصاب، فقد ثبت علمياً مدى التأثيرات الهائلة للألوان على الإنسان ووظائفه الحيوية، لدرجة أنه أصبح ومنذ فترة طويلة علماً مستقلاً بحد ذاته، ويتم استخدامه في الطب والتجارة والتسويق، بالإضافة إلى الكثير من المجالات التي عرفت كل هذه التأثيرات وأجادت استغلالها بما يتناسب مع مصالحها وأهدافها، فمعروف أن هناك ألوانا حارة وأخرى باردة، وهناك ألوان تعمل على رفع ضغط الدم كالأحمر، وأخرى تعمل على خفضه كالأزرق، بل أن مجال رؤية الألوان تختلف من لون إلى آخر حسب المسافة، فاللون الأحمر يمكن رؤيته من مكان أبعد من الأخضر حسب الموجات التي تصدر من كل منهما، لذلك فلهما استخداماتهما الخاصة في الشوارع وحركة المرور، كما أن المطاعم والمحلات التجارية الكبيرة تلجأ كثيراً لخدع الألوان، فنرى أن مطاعم الوجبات السريعة تكون غالباً بلون أحمر قانٍ، وبمقاعد غير مريحة نسبياً؛ ولهذا حكمة معينة في علم الألوان، فاللون الأحمر يجذبك من بعيد ويحفز غريزة الجوع لديك، وعند جلوسك في تلك المطاعم سيبدأ اللون الأحمر القاني يؤثر على نفسيتك بشكل غير مريح، مما سيدفعك إلى عدم الرغبة في إطالة فترة مكوثك في ذلك المكان، وهذه هي غاية تلك المطاعم، والتي تود منك أن تنهي وجبتك بشكل سريع وترحل كي تفرغ المكان لغيرك، مما يعني أنهم يقومون بطردنا بشكل مؤدب باستخدام علم الألوان، كما سنلاحظ أنه في فترة التصفيات تكون أغلب الإعلانات مكتوبة بخط أصفر غالباً داخل دائرة حمراء لنفس الحكمة السابقة في قضية جذب الزبون لشراء تلك السلع.

يرتدي الأطباء المعاطف البيضاء، لكن داخل حجرة العمليات يرتدون اللون الأخضر، وذلك لأن اللون الأخضر له تأثيراته النفسية على الطبيب أثناء إجرائه للعمليات وتفاعله مطولاً مع اللون الأحمر الدموي، وليس كما يعتقد البعض أنهم يستخدمونه لأنه يخفي آثار الدماء عنهم فتلك حجة واهية وغير صحيحة، ونلاحظ أيضاً أن نفسية الإنسان تتغير تماماً عندما يزور منطقة طبيعية خضراء ويتفاعل مع اللون الأخضر طوال اليوم، فلهذا اللون قدرة غير طبيعية على التفاعل مع العقل والقلب والأعصاب وتهدئة الآلام والإرهاق، لذلك فقد حبا الله سبحانه الطبيعة بهذا اللون لأن تأثيراته على الإنسان تكون بطريقة غير طبيعية، بل وأنه لو تم استخدام اللون الأخضر كخلفية لأي لون آخر سيكون هو اللون الأكثر راحة للعين والبصر.

أمزجه مختلفة

ويتابع الدكتور جمعه قوله، نلاحظ أن لكل شخص لونا مفضلا أو أكثر، وأن هناك شخصيات لا تحب ألواناً معينة، وهذا شيء طبيعي يعتمد على الكثير من العوامل الجسدية والنفسية، فكبار السن غالباً ما يميلون لتجنب اللون الأحمر لتسببه في ارتفاع ضغط الدم كما أسلفنا، ويميلون أكثر إلى استخدام الألوان الباردة الهادئة كالأزرق والنيلي، بينما الشباب يميلون بشدة إلى الألوان النارية وأقواها هو الأحمر كونه يدل على الحيوية والانطلاق والنشاط، لذا فطريقة استخدامنا للألوان يجب أن تكون ذكية حتى في بيوتنا، فيمكن مثلاً إدخال اللون البرتقالي للمطبخ فهو محفز رائع للشهية، ويجعلك تستمتع بتناول طعامك، وبالمقابل فلو تم وضع الطعام على ملاءة طاولة سوداء اللون سيجعل الشخص يقلل من كميات الطعام التي يتناولها، والتجربة أكبر برهان على ذلك، واستخدام اللون الأزرق في حجرة نومك سيؤمن لك نوماً هنيئاً رائعاً، واللون النيلي سيتفاعل مع ذاكرتك خلال أدائك لإحدى الامتحانات ويجعل ذاكرتك تعمل بشكل أفضل، كما أن حفظك للمعلومات التي يتم كتابتها باللون الأزرق يكون أسهل من المعلومات المكتوبة بكل الالوان الأخرى، بل أن الألوان لها استخداماتها الطبية أيضاً، فكل لون يمكن أن يعالج عضوا مخصصا في جسم الإنسان، وهي طرق نقوم بتدريبها في دوراتنا التدريبية، وكيف نستخدم كل لون في علاج أي عوارض أو أعضاء مصابة بمرض معين في جسم الإنسان ، وهي طريقة أصيلة في العلاج تستخدم منذ سنوات طويلة تحت مسمى علاجي مستقل يدعى ( العلاج بالألوان ).

كيف يمكن شحن الجسم بالألوان

يردف الدكتور جمعه قوله: تحتوي أجسادنا على كافة الألوان الموجودة في الطبيعة في مراكز متخصصة في الجسم تسمى ( الشكرات )، لكن درجة احتفاظنا بتلك الألوان تختلف من شخص إلى آخر، فهناك شخصيات تحافظ أجسادها على الألوان وشخصيات تفقدها بسرعة، وإن أردت أن تعرف نفسك أيهما فالطريقة سهلة جداً، فإن كنت من عشاق الصيف والنهار والشمس الساطعة ومن كارهي الشتاء والليل والظلام كما يحدث لكثير من الناس بدرجات متفاوتة قد تصل إلى الإكتئاب الشتوي أحياناً، فأنت من الشخصيات التي تفقد الألوان من جسمها سريعاً، بينما لو كنت من الشخصيات التي تعشق الشتاء والليل والظلام فأنت من الشخصيات التي تحافظ أجسادها على الألوان بشكل أكبر وأعمق، وتكتسب أجسادنا الألوان من مصادر كثيرة لكن أبسطها هي 4 مصادر وهي ( الشمس، و الطعام ، و اللباس و النظر )، فالتعرض اليومي لأشعة شمس الصباح مفيد جداً لشحنها، على ألا تتجاوز المدة 20 دقيقة متواصلة، والأطعمة تختلف حسب ألوانها حتى لو كانت من نفس النوع، فالتفاح الأحمر له خصائص تختلف عن التفاح الأصفر والتفاح الأخضر، وربما أبسط مثال على ذلك طبياً أن الأطباء يوصون من يعانون من فقر الدم  بمجموعة من النصائح، إحداها التركيز على الأطعمة الحمراء؛ فهي تعمل على تقوية نسبة الدم في الجسم، بالإضافة إلى أن الجسم يتفاعل بشكل مختلف مع الألوان التي نرتديها ونشاهدها طوال الوقت، ولذلك تقنيات خاصة بها لا مجال لشرحها في هذه العجالة، لكني أختم كلامي بحادثة حقيقية حصلت في الولايات المتحدة الأمريكة لجسر كبير كان يوجد في إحدى الولايات الأمريكية وكان يسمى جسر الانتحار؛ لكثرة الأشخاص الذين يلقون أنفسهم منه سنوياً، وقد كان هذا الجسر يمتاز بلون أسود كئيب، فاهتدت الحكومة الأمريكية لاستخدام طريقة تأثير الالوان على نفسية الإنسان فقامت بطلائة بلون وردي جميل، فلوحظ أن نسبة الانتحار قد قلت بنسبة كبيرة جداً وملحوظة، وهي طرق تستخدمها المصحات العقلية في عنابر الخطرين، وتستخدمها بعض السجون مع نزلائها أيضاً، بل أن الإنسان قد يلاحظها على نفسه أحياناً عندما يجد الشاب في نفسه الرغبة في ارتداء لون معين وكأنه متعطش له، أو أن تميل الفتاة إلى استخدام مساحيق بألوان معينة حسب حالتها النفسية، بل و كيف نشعر حيال الأشخاص الذين يرتدون نفس الألوان دوماً، والموضوع يطول كثيراً، لكن النصيحة الأخيرة  والهامة أن نكون متصالحين مع كل الألوان في حياتنا، وأن نستخدمها باعتدال وبحكمة حسب الحالة الصحية والنفسية لنا، فنميل إلى ما يفيدنا، ونقلل مما يمكن أن يؤثر علينا سلباً، كي تصبح حياتنا مليئة بكل الجمال، وبكل الألوان.


المحظوظون الحاصلون على الديسك التعلّيمي المفيد (معالجون) عقبالك♥

آراء الحاصلين على الديسك التعلّيمي المفيد (ليسوا معالجين)

فرصة تجعلك صحي ومهنة تزيد دخلّك

أمتلك منهج الرعاية الصحية الذاتية وعالج نفسك أو كن معالج و أحصل على المميزات الأضافية تواصل و أستفيد من الديسك التعلّيمي المفيد أنت تكسب

تواصل و أطلبه الآن

أقوال المستفيدين من فيديوهات اليوتيوب

تعرف على العلاج الذاتي من خلال مقالات التعليم وساهم في تطوير نفسك✓

شكرًا جزيلاً على تواجدكم أتشرف بتواصلكم. أنا "محمد رضى عمرو"، أختصاصي تعليم العلاج الذاتي ومؤسس "أكاديمية الطب التكميلي للرعاية الصحية الذاتية". أنا هنا لخدمتكم ومساعدتكم في تعلم هذه التقنيات العلا جية الآمنة ان شاء الله إذا حضرتك من المهتمين بتعلم العلاج الذاتي لمعالجة نفسك أو لمعالجة...
بطاقة المدرب المعتمد المميز - فرصتك الذهبية للتميز! بشرى سارة لكل المدربين المعتمدين في أكاديمية كام العالمية! نحن نعلن لكم بكل فخر عن إصدار بطاقة المدرب المعتمد المميز، والتي تأتي بمزايا استثنائية تلبي طموحاتكم وترفع من شأن مهنتكم. مع هذه البطاقة المميزة، يمكنك الآن منح...
بناء على طلب العديد من المهتمين بتعلم العلاج الذاتي: إطلاقنا منصة جديدة لدورات تعليم العلاج الذاتي أون لاين يسرنا أن نعلن عن إطلاق منصتنا الجديدة لتقديم دورات تعليم العلاج الذاتي عبر الإنترنت! جاء هذا القرار استجابةً لرغبات العديد من الأشخاص حول العالم الذين يطمحون لتعلم فنون...
منظمة الصحة العالمية تقول: الصحة مسؤولية مشتركة: كل فرد مسؤول عن صحته وعن صحة من حوله. ونحن نقول نعم، يمكننا الاعتناء بأنفسنا بطرق سهلة، من خلال ما يسمى العلاج الذاتي. ما هو العلاج الذاتي بنظر منظمة الصحة العالمية؟ العلاج الذاتي هو مجموعة من الممارسات التي نقوم بها بأنفسنا لتحسين...
بسم الله الرحمن الرحيم, بشرى سارة للجميع. بعد طول الانتظار. يمكنكم الآن حجز موعد للاستشارات العلاجية مع الاختصاصي المعالج اللبناني الأمريكي محمد رضى عمرو, مؤسس وعميد أكاديمية كام العالمية ومقدم برنامج التلفزيوني علاج على الهوا. مدة الاستشارة العلاجية بالعلاج الذاتي ساعة كاملة...
إعادة المعالجة العقلية (EMDR): رحلة نحو الشفاء من الصدمات مقدمة: تُعدّ الصدمات من أصعب التجارب التي يمر بها الإنسان، تاركةً وراءها ندوبًا عميقة على النفس والجسد. ولطالما سعى العلم إلى إيجاد طرق فعّالة لعلاج آثارها المُدمّرة. ومن بين هذه الطرق، برزت تقنية إعادة المعالجة العقلية (EMDR...